إنضم الينا

سور الغزلان بالبويرة...من مدينة التاريخ والحضارة الى أحياء للنفايات والكلاب الضالة

يعيش سكان بلدية سور الغزلان، الواقعة على بعد حوالي 35 كلم جنوب عاصمة ولاية البويرة والبالغ عددهم حوالي 60 الف نسمة، ظروفا معيشية صعبة جراء التهميش الذي تعرفه المنطقة التاريخية منذ سنوات الأمر الذي يتطلب منحها التفاتة جادة من طرف المسؤولين المعنيين من اجل رد الاعتبار لهذه المدينة التاريخية التي كانت في يوم من الايام مهدا لمختلف الحضارات، فتراثها الحضري يعود  إلى قرون ما قبل التاريخ والزخم التراثي والتاريخي الذي كسا جدرانها عبر العصور والأحقاب التاريخية شاهد على كل حقبة تاريخية. ويعود تاريخ اكتشافها إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد. فسور الغزلان مثلها مثل قسنطينة سيرتا، وسطيف ستيفيس، وباتنة تيمڤاد وتيهرت تيارت، وغيرها إلا أن الإقصاء الذي يعاني منه سكان هذه المنطقة لاسيما ما تعلق بمجال التنمية جعل ظروف الحياة قاسية خاصة في القرى والمداشر الواقعة خارج اقليم وسط المدينة. فمشاكل قطاع السكن والتشغيل وغياب مختلف المرافق انعكست سلبا على سكانها الذين عبروا ليومية "البلاد" عن تذمرهم الشديد من سياسة التهميش التي اصبحوا يعيشونها منذ مدة، مطالبين بضرورة منحهم حقهم في التنمية خدمة للصالح العام.

مستشفى برتبة مستوصف يفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية
 أصبح مستشفى سور الغزلان في السنوات الأخيرة يفتقد أبسط الخدمات الصحية في ظل غياب الأطباء الأخصائيين والأجهزة الطبية، وذلك بعدما كان سنة 1945 مستشفى جهويا يشرف على الخدمات الصحية عبر العديد من الولايات.
وخلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا الى بعض المرافق الصحية منها المستشفى المركزي، لاحظنا غياب بعض التجهيزات الطبية. وقد اشتكى المرضى من افتقار المرفق الى الأخصائيين الامر الذي دفعهم للتنقل الى خارج اقليم الولاية بحثا عن العلاج رغم بعد المسافة والظروف المناخية القاسية. وشهدت مصلحة التوليد التابعة لهذا المستشفى حادثة مؤلمة منذ حوالي أسبوع تمثلت في وفاة امرأة حامل بسبب طول رحلة البحث عن العلاج عبر أربعة مستشفيات، رغم أن ما أصابها مجرد آلام إجهاض انتهت بإسقاط جنينها ثم استئصال رحمها ثم نزيف حاد تسبب في وفاتها وهي في طريقها الى ولاية تيزي وز. وقد تسببت هذه الحادثة في تنظيم مسيرة شعبية تمت فيها المطالبة بإيفاد لجنة تحقيق للوقوف على الأسباب الحقيقية   وراء وفاة هذه الأم.
أما بالنسبة لمصلحة الاستعجالات فأشغال إنجازها متوقفة منذ مدة وهذا رغم انطلاق المشروع منذ حوالي 8 سنوات إلا أنه مازال يراوح مكانه رغم تحديد الوزير السابق للصحة مدة تسليمه بـ 18 شهرا. علما أن هذا المرفق يتوفر حاليا على جهاز السكانير وللأسف لم يتم تشغيله ولو مرة واحدة حتى مدة ضمان المنتوج انتهت منذ سنوات، علما أن مدينة سور الغزلان تعتبر الاولى وطنيا من حيث حالات الاصابة بداء السرطان.

حلم المدينة الجديدة يتبخر بعد انهيار شركة "الوعد الصادق"
 راود سكان سور الغزلان حلم كبير تمثل في انجاز مدينة جديدة  تتوفر على كل المرافق الضرورية الاقتصادية والتجارية والتي كان يشرف عليها آنذاك الصالح مولاي مسير شركة الوعد الصادق، إلا ان هذا الحلم قد تبخر بعد انهيار الشركة وإفلاسها.
المشروع كان يعول عليه كثيرا في فتح مناصب شغل لآلاف الشباب، كما كان ينتظر أن ينعكس بالإيجاب على ظروف حياة سكان سور الغزلان، خاصة أن المشروع يتضمن انجاز حوالي 3 آلاف وحدة سكنية مدعمة بمختلف المحلات التجارية والمرافق الإدارية وحتى المساحات الخضراء والفضاءات الترفيهية، الى درجة أنه كان مشروعا يشاهد في الأحلام فقط نظرا للمبلغ الضخم الذي كان صاحب سوق الوعد يعد بتوفيره إلا أن هذا الحلم تبخر بانهيار إمبراطورية الصالح مولاي. 

المدارس الابتدائية في حاجة إلى التفاتة جادة
 تعرف بعض المدارس الابتدائية بسور الغزلان إهمالا من طرف السلطات المعنية تسبب في تدهور حالتها مثلما هو الشأن لمدرستي توفيق المدني التي قاطع تلامذتها الدراسة بسبب ظروفها الكارثية، وهي الوضعية التي تعيشها مدرسة سي حميدو.
 المدرسة الاولى تقع بحي صالح عبد العزيز  والثانية وسط حي 5 جويلية. وقد اقدم الاولياء على إغلاقهما احتجاجا على انعدام ظروف التدريس بهما مانعين أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة خاصة أن غياب النظافة وتسرب مياه الصرف الصحي من سقف الاقسام الدراسية زاد الوضع سوءا الأمر الذي أصبح يهدد صحة فلذات اكبادهم  حيث إن اقسام التدريس بهاتين المؤسستين تحتاج الى ترميم وإعادة تهيئة بعد ان  اصبحت تعيق عمل المعلم وتصعب من استيعاب التلميذ الذي أصبح يعاني من  تسرب مياه الصرف الصحي من المساكن الوظيفية التي تعلو أقسام التدريس بالمؤسسة  وما ينجر عن ذلك من انتشا الروائح الكريهة الى جانب تسرب المياه المستعملة الى فناء المدرسة، دون أن ننسى الوضعية السيئة لجناح دورة المياه وغيرها من الظروف القاسية.

أزمة السكن تخرج سكان السور إلى الشارع
 يعاني الكثير من سكان المدينة من مشكل السكن حيث يعيش القاطنين عبر بعض الأحياء الشعبية خاصة القديمة أزمة سكن خانقة جراء عدم توزيع حصص من السكنات الاجتماعية تلبي حاجيات طالبيها، حيث إن آخر قائمة تم توزيعها بعد انتظار طويل تضمنت 220 سكنا في حين فاقت عدد الطلبات 5 آلاف طلب .
القائمة التي تم الإفراج عنها منذ حوالي شهرين دفعت  المقصين الى الخروج إلى الشارع والاحتجاج وتنظيم مسيرة عبر بعض شوارع المدينة منددين بالطريقة التي تم فيها توزيع هذه الحصة التي تضمنت حسبهم أسماء أشخاص يقيمون خارج إقليم البلدية وأخرى استفادت من سكن في إطار القضاء على المساكن الهشة ومنهم من هو أعزب ولم يبلغ من العمر 30 سنة كما تضمنت أسماء لأقارب بعض المسؤولين بالبلدية. المسيرة تسببت في شل مختلف المرافق التجارية والإدارية كالمحلات التجارية، البريد المركزي، البنوك وغيرها في الوقت الذي اكد فيه رئيس المجلس الشعبي البلدية لبلدية سور الغزلان، عبد الرزاق ساعد، أن لجنة توزيع السكن التي يترأسها رئيس الدائرة هي من أعدت القائمة ومن حق المواطن الطعن، مؤكدا أن عدد الطلبات مرتفعة مقارنة بعدد السكنات المعلن عنها، مضيفا أن هناك مشاريع عديدة لفائدة طالبي السكن حوالي 850 سكنا منها من انطلق كمشروع 150 سكنا  وأخرى سيتم الشروع فيها في القريب العاجل عبر بعض الأحياء كحي الجبسة، والحي المحاذي للسوق الى جانب بعض الأماكن التي تم تحديدها من طرف البلدية.

عمال مركب المنظفات ومواد الصيانة في سور الغزلان يعانون في صمت
 ظروف مزرية يعيشها عمال مركب المنظفات ومواد الصيانة ببلدية سور الغزلان بسبب عدم تسوية وضعيتهم العالقة ومنحهم رواتبهم المتأخرة منذ ما يزيد على 4 أشهر رغم دخولهم في إضراب مفتوح لأكثر من أسبوع.
العمال الذين يفوق عددهم 400 عامل عبروا ليومية "البلاد" عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي أصبحوا يعيشونها بسبب تأخر رواتبهم وتراكم الديون التي لجأوا اليها لتلبية حاجياتهم الضرورية خاصة أنهم أرباب اسر، مما دفعهم إلى تنظيم حركات احتجاجية للمطالبة بضرورة تسديد رواتبهم العالقة وحل المشكل نهائيا بضمان ديمومة الراتب وتسديده في آجاله المحددة لتفادي تكرار التأخر خاصة ونحن مقبلون على مناسبة عيد الأضحى، كما طالبوا بضرورة تسوية وضعية عمال عقود العمل المدعمة الذين تحصلوا على مقررات تنص على تشغيلهم بصفة  دائمة، خاصة أن المؤسسة تتوفر على مناصب شاغرة.

سكان حي عين عمر بسور الغزلان يطالبون بحقهم في التهيئة
 طالب سكان حي عين عمر بضرورة منحهم التفاتة جادة من قبل المسؤولين المعنيين ببرمجة مشاريع لفائدة حيهم تخرجهم من دائرة العزلة والتهميش خاصة ما تعلق بمشكل غياب التهيئة منذ عدة سنوات، مطالبين  بضرورة تدخل السلطات المحلية للوقوف على المعاناة اليومية التي اصبح  يعيشها هذا الحي جراء انتشار الحفر عبر شوارع الحي وتجمع الاوساخ على الارصفة،  هذا في الوقت الذي اكد فيه احد المسؤولين بالبلدية أنه تم اعداد دراسة تتعلق بتهيئة المنطقة، غير ان مشكل البنايات الفوضية حالت دون انطلاق المشروع علما أنه سبق للسكان أن نظموا العديد من الاحتجاجات قاموا خلالها بقطع الطريق الوطني رقم 8  لكن لا جديد ظهر الى حد الآن.

مشروع إنجاز مدرسة صغار المكفوفين يدخل عامه الخامس
  بالرغم من مرور العام الخامس على مشروع انجاز مدرسة لصغار المكفوفين ببلدية سور الغزلان، إلا أنه لم يسلم بعد الأمر الذي تسبب في استياء فئة المكفوفين الذين طال انتظارهم.
واستنادا إلى مصادر مطلعة فإن مشروع مدرسة صغار المكفوفين انطلقت أشغاله مع بداية سنة 2009 بغلاف مالي قدر بحوالي 16 مليار سنتيم، إلا أن المقاولة المشرفة على الإنجاز تأخرت في تسليم هذا المرفق الذي هو بمثابة حلم فئة المكفوفين الذين يفتقرون إلى مدرسة تعلمهم القراءة وتنسيهم إعاقتهم. كما تم تخصيص  مليار و200 مليون سنتيم لتجهيز المدرسة بمختلف الوسائل والأجهزة. وعليه فإن صغار المكفوفين يطالبون بالإسراع في عملية إنجاز المدرسة وتسليمها في أقرب الآجال. 

آثار مهملة ومعالم تاريخية خربتها أيادٍ مجهولة
 الدخول إلى المدينة يكون عبر أبوابها الأربعة وهي باب الجزائر في الشمال بني سنة 1855 يليه باب بوسعادة في الجنوب بني عام 1856 ثم باب سطيف في الشرق سنة 1857 وباب مدية سنة 1856، إلا ان هذه الابواب تعرفالإهمال والنسيان حيث تم هدم باب المدية من طرف مجهولين مثلما هو ألشأن للثكنة العسكرية القديمة الواقعة وسط المدينة والتي اصبحت وكرا للمنحرفين ومكانا لممارسة الآفات الاجتماعية في ظل غياب الجهات المعنية وهذا رغم تاريخها الضارب في أعماق الذاكرة الشعبية، حيث تتوفر على سجن للمجاهدين لكن للأسف تعرض هو الآخر للتخريب. أما بالنسبة للآثار الرومانية المتمثلة في الحنية الروماني وبعض الأحجار المنقوشة فقد تفاجآنا بوجودها مرمية هنا وهناك على أرصفة شوارع المدينة وبعض الخواص أخذوا البعض منها لتزيين ممتلكاتهم بها والبعض الآخر جعل منها طاولة لعرض سلعه. 

المسجد العتيق الذي حوله المستعمر الى إسطبل عرضة للإهمال
 يبدو أن قضية المسجد العتيق الواقع بسور الغزلان التي مر عليها أكثر من نصف قرن مازالت قائمة الى غاية كتابة هذه الأسطر، فالسلطات المعنية لم تجد حلا يضمن استرجاع هذا المسجد وإعادة فتحه من جديد للمصلين.
سكان حي حميدو طالبوا بضرورة اعادة ترحيل العائلات التي اصبحت تقيم في هذا المكان الأثري الذي حوله الاستعمار الفرنسي خلال الحقبة الاستعمارية الى إسطبل لتربية الحيوانات، وبالرغم من المراسلات التي حررتها مديرية الشؤون الدينية للولاية وتعليمات الوالي إلا أن المسجد الذي بناه الأتراك  وظل لقرون منارة لنشر الدين الأسلامي مازال يعاني التهميش والإقصاء لرفض السكان المقيمين به، والبالغ عددهم حوالي 6 عائلات، إخلاء المكان وبقاء السلطات المعنية مكتوفة الأيدي.

الكلاب الضالة والرمي العشوائي للنفايات يشوّهان منظر المدينة
 اصبحت ظاهرة الكلاب الضالة  تشكل خطرا على سلامة المواطنين عبر مختلف مناطق مدينة سور الغزلان، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية اتخاذ كل الإجراءات  لوضع حد لهذا الخطر الداهم، خاصة أن إحصائيات مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تشير إلى أنه تم تسجيل أرقام مرتفعة لعضات الكلاب المسعورة.
الانتشار الكبير لهذه الحيوانات التي أصبحت تهدد سلامة السكان أصبح يؤرق الكثير من العمال وتلاميذ المدارس الابتدائية التي يقصدها أطفال من مختلف المناطق والقرى وسط انتشار مثل هذه الحيوانات الخطيرة، وكذا الأحياء السكنية التي تعرف هي الأخرى انتشارا كبيرا للكلاب الضالة التي يكون أغلبها مسعورا، فبمجرد أن يرخي الليل سدوله حتى تنتشر مجموعة تلو الأخرى عبر مختلف الأحياء. دون أن ننسى اكياس القمامة والساحات التي اصبحت مكانا لرمي النفايات والتي شوهت المنظر الجمالي لهذه المدينة التاريخية العريقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأخبار العالمية:

دردشة